تعتبر الطيور من أكثر الفقاريات انتشارا وتنوعا وتوزيعا على وجه الأرض، فهي تتواجد في جميع البيئات الطبيعية سواء البرية والبحرية، ومن المهم جدا أن تكون معرفتنا بالطيور من أولوياتنا كونها تشاركنا العيش على كوكب الأرض ولها دور كبير في الحفاظ على التوازن البيئي. ونظراً لموقع المملكة العربية السعودية الجغرافي الهام والذي يتوسط كلاً من أفريقيا و أوروبـــا وآسـيـا، وما تحتويه أراضيها من تنوع جيولوجي كبير وما تكتنزه من بيئات طبيعية متنوعة، لذا فليس مستغربا أن تـحـظـى الـطـيـور فــي المملكة بتفرد رائع، لا سيما إذا علمنا أن تعداد أنواع الطيور المسجلة رسميا حوالي 506 نوع في تنوع مـذهـل يضم فـي طيفه بعضاً مـن أجـمـل الطيور على وجه الأرض وأكثرها سحراً وغرابة وهجرة وندرة وضآلة وضخامة وسرعة، مما يؤهلها بحق أن يذيع صيتها عالميا وبما يليق بها من تفرد. من تلك الأنواع حوالي 278 نوعاً مهجراً عابراً لأراضي المملكة، وحوالي 228 نوعاً معششاً في المملكة متضمنةً ما هو متوطن في المملكة (19 نـوعـا) حيث يقتصر وجودها في الغالب أو بشكل دائم في شبه الجزيرة العربية. في ظـل الظروف البيئية والمناخية المتطرفة التي تمر بها بعض أراضي المملكة خلال فصلي الشتاء والصيف، يحاول نحو 27 مليون زوج مـن الـطـيـور التكاثر فـي المملكة سـنـويـا، بـل ويهاجر إليها مئات الملايين من الطيور، إما لقضاء فصل الشتاء، أو عبور أراضيها فـي رحلاتها الملحمية إلـى الأراضي القاصية. ويمثل كل طير من هذه الطيور أعجوبة حية وتجسيداً مثاليا لمفهوم المثابرة والإصرار وقوة التحمل العجيبة لظروف الحياة. ولـيـس مـن المستغرب أن تكون الطيور جزءاً أصيلاً من الثقافة العربية، فمنذ أن استوطن البشـر شـبـه الـجـزيـرة العربيـة، فقد أســرت هــذه الطيـور بريشها الملون و ألحانها الشجية ووداعتها، قلوب أهل المنطقة لـقـرون عــدة، بـل تمتد لآلاف السنين، وأثبتت حــضــوراً قــويــا فــي فـنـون الــعــرب وأشــعــارهــم وأغـانـيـهـم وتـراثـهـم، ورأوا فيها رمــــوزاً للتعبير عـن الـحـب والسلام والقوة والوداعة. كما أن الطيور مذكورة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، فقد أرسلت لتعليم ( قصة الغراب مع ابني أدم)، وأرسلت بالحكمة (قصة الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام)، وأرسلت بالعذاب (قصة طير الأبابيل)، وأرسلت للغذاء (السلوى وهو طائر السمان لبني إسرائيل)، وتعد الطيور مظهراً لعظمة قدرة الخالق عز وجل، وكذلك ذكرت في الشعر والتراث العربي منذ آلاف السنين، والحقيقة فإن اهتمام الإنسان العربي بالطيور يأتي منذ القدم، فهو أول من درب الصقر للصيد، بالإضافة أن الإنسان العربي ولقربه من بيئته الطبيعية أصبح لديه معرفة كبيرة جدا بالطيور المحلية والمهاجرة ويعرف أوقات تكاثرها وبيئاتها الطبيعية والمهاجر والمستوطن منها. بالإضافة إلى ذلك فإن الطيور تقدم لنا حلولاً عملية لبعض المشاكل البيئية، مثل مكافحة الحشرات والقوارض والتخلّص من الحيوانات النافقة الموجودة في أطراف المدن والقرى، كما أن فوائدها كبيرة جداً في نقل البذور واللقاح من مكان إلى آخر، وهي أيضاً تقوم بدور مهم جداً لتخلصنا من بلايين الأطنان من الحشرات والآفات الزراعية وبذلك تغنينا عن استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية. علاوة على ذلك، أصبحت هواية مراقبة الطيور في وقتنا الحالي مصدر دخل كبير للسكان المحليين في عديد من دول العالم، ومع وجود نحو ١٠ آلاف نوع من الطيور في العالم أصبح لها هواة في جميع البلدان لمراقبتها، وقد قدرت الاحصائيات الأخيرة أنه يوجد حوالي ٢٠٠ مليون مراقب طيور في العالم، منهم نحو ١٠٠ مليون نشيطين يقومون بالترحال بهدف مشاهدة الطيور في مناطقها الطبيعية. وكلنا أمــل فـي أن تسهم جمعية حماية الطيور من خلال أنشطتها في توعية المجتمع ومتخذي القرار بمدى تفرد وروعة هذه الطيور، وأن يكون بادرة إلهام لهم للاستمتاع بها، ودراستها، والاعتزاز بها، والأهم من ذلك كله، توفير الحماية لها من المشاكل المهددة لحياتها في المملكة.
أهمية الطيور في حياتنا
- تعتبر الطيور جزءًا هاماَ في تاريخنا وثقافتنا وتراثنا منذ آلاف السنين، وإذا فقدنا الطيور سنفقد جزءاً هاماً من تراثنا وثقافتنا وتاريخناً.تستخدم
- الطيور كمقياس سريع ودقيق وقليل التكلفة لصحة البيئة، وكان المعدنين قديماً يصطحبون معهم طيور الكناري في أقفاص لمعرفة سمية الهواء
- داخل المناجم.تقدم لنا الطيور حلول عملية لبعض المشاكل، مثل مكافحة الحشرات والقوارض والتخلص من الحيوانات النافقة وفوائدها عظيمة في
- نقل البذور واللقاح.تضيف الطيور الألوان والأصوات الجميلة إلى حياتنا. وتراثنا العربي غني بوصف جمال الطير.
تنوع الطيور في المملكة
- سجل في المملكة العربية السعودية حوالي 506 أنواع من الطيور، منها 278 نوعًا مهاجر و228 نوعاً مقيماً. والجدير بالذكر أنه يوجد بالمملكة 19 نوعاً نادراً ومستوطن، أي لا توجد في أي مكان آخر من العالم سوى في الجزيرة العربية.
- تعتبر المملكة العربية السعودية من أهم معابر الطيور المهاجرة من آسيا وأوروبا إلى أفريقيا. حيث تعبر أراض المملكة ملايين الطيور من حوالي 228 نوعاً. منها حوالي 31 نوعاً مصنفة ضمن القائمة الحمراء للطيور المهددة بالانقراض.
- تم تصنيف طائر “العقعق العسيري” كواحد من أندر الطيور بالعالم، حيث أنه لا يوجد منه سوى 100 زوج فقط وجميعها بمنطقة عسير بالمملكة العربية السعودية.
- من أهم المشاكل التي تواجه الطيور بالمملكة والعالم هو تدمير مناطق تكاثرها وتغذيتها، بالإضافة إلى الصيد الجائر والتلوث البري والبحري.
- تعتبر نفايات البلاستيك من أكثر المخاطر التي تواجه الطيور البرية والبحرية، حيث تدخل ضمن المواد التي يتناولها الطائر باعتقاد منه انها حبات رمل أو بيض أسماك.
المشاكل المهددة لحياة الطيور
تعتبر النُظم البيئية في المناطق الصحراوية مثل الجزيرة العربية من النُظم الهشة والحساسة للتغيرات التي قد تطرأ عليها، ومن تلك التغيرات ما هو طبيعي كلأعاصير والفيضانات والجفاف وغيرة من العوامل الطبيعية والذي لا يمكننا التعامل معها سوى القبول بقضاء الله وقدرة، وهناك أيضاً عوامل بشرية (أو من صنع الإنسان) وهي محور حديثنا هنا. فأي تأثير على أحدى مكونات النُظم البيئية يمكن أن يخل بهذه النُظم. فعلى سبيل المثال، غياب الغطاء النباتي من جراء الرعي الجائر أو التحطيب يمكن أن يؤديان إلى نقص الحشرات والذي سوفٍس يؤثر بدوره على أعداد الطيور والتنوع الحيوي بشكل عام بتلك المنطقة، ناهيك من تأثير ذلك على إنسان الذي يعتبر الرعي ثروة يعتمد عليها في تنميته الاقتصادياً. وسوف نذكر هنا عدداً من المخاطر التي تواجه الطيور في المملكة العربية السعودية، وجميع تلك المخاطر سببها الإنسان بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
1. الإزعاج البشري للطيور في مناطق التعشيش:
البعض منا قد يستهين بتأثير تواجده في مناطق التي تتواجد فيها الطيور، ويصبح تأثيره السلبي أكثر على الطيور المعششة، فإزعاج الطيور في وقت حضانة البيض أو الفراخ يجبرها على ترك العش، مما يجعل البيض والفراخ معرضاً للافتراس أو لأشعة الشمس الحارة والتي يمكن أن تقضي على الجنين داخل البيضة. وتفسير ذلك أنه عندما يقترب شخص من مستعمرة الطيور أو العش فإن الطيور الموجودة على العش تهرب، وهذا يعطي فرصة للمفترسات كالنوارس في البيئة البحرية أو طيور الصرد والغربان في البيئة الصحراوية والتي تنتظر أية حركة من هذه الطيور للانقضاض على البيض أو الفراخ بالعش، وربما يقود طيران الطائر من على العش بعض الحيوانات المفترسة لمكان العش ثم تفترس الطائر وصغاره فيما بعد. وحتى إذا نجا من في العش من الإفتراس، فإن البرودة أو الحرارة العالية يمكن أن تقضي على البيض وأيضاً على الفراخ الصغيرة (وللمعلومية فإن جميع الطيور البحرية تتكاثر في فصل الصيف). وحتى عندما تكون الصغار في مرحلة يمكنها التحرك فهي سوف تبتعد من العش مما يجعلها عرضة للافتراس أو المهاجمة من طيور أخرى او ربما يسقط الفرخ من على العش ويهلك، وأحياناً تترك الطيور البالغة العش ولا تعود إليه أو تقوم بتغيير منطقة تعشيشها لمناطق أخرى يقل فيها الإزعاج. وقد سجل هذا السلوك السلبي في معظم الجزر التي تحتوي على مستعمرات لطيور معششة في كل من البحر الأحمر والخليج العربي.
2. الصيد الجائر للطيور وتجميع البيض:
يعتبر الصيد من الهوايات المحببة لدى أبناء المملكة كونه أرث تاريخي متوارث عبر الأجيال، إلا أنها أصبحت أكثر دماراً من ذي قبل بسبب استخدام وسائل أكثر فتكاً مثل البنادق والشباك مما سبب في تغيير نمط الصيد التقليدي إلى إبادة جماعية للعديد من أنواع الطيور المتوطن منها والمهاجر. ويتركز الصيد في المناطق الداخلية والساحلية في الجزيرة العربية على صيد أنواع معينة الطيور في بعض المناطق وأيضاً قد تشمل أنواع أكثر في مناطق أخرى، فعلى سبيل المثال، هناك مجتمعات معينة من الصيادين تقوم بصيد طيور الحبارى والكروان أو القميري، كما أن هناك بعض الصيادين الذين لايوجد لديهم رغبة في صيد طائر معين لذا تجدهم يصيدون أنواع متعددة من طيور الجواثم (الجواثم: هي جميع أنواع الطيور التي بحجم الحمام واصغر). وقد تم تسجيل أعداد كبيرة من الصيادين تقوم برصد طيور القميري ويقومون بحملة عنيفة لصيده والتنافس بينهم لصيد اكبر عدد ممكن منها، وبالتالي فقد أثر هذا السلوك الغير حضاري على ميزان الطبيعة من خلال القيادة العشوائية في الصحاري والمناطق الهشة بيئياً وكذلك في إزعاج العديد من الكائنات الحية الأخرى في المنطقة وتسبب في هجرة بعض الأنواع من تلك المناطق. اما في المنطقة البحرية فقد تركز النشاط البشري على صيد الطيور المهاجرة وتجميع البيض، وإن كانت كثافته تجميع البيض تختلف من منطقة لأخرى، وقد ارتبطت هذه العادة بموروث قديم ولأسباب مهمة، فمثلاً على جزيرة فرسان في جنوب غرب المملكة العربية السعودية كان تقليد صيد الطيور مهماً جداً في حياة السكان المحليين على الجزيرة، خاصة خلال فترة هجرة الطيور، لذا فإن صيد الطيور المهاجرة لعب دوراً كبيراً في توفير مصدر غذائي بديل عن الأسماك لسكان الجزيرة، ولكن هذه العادة بدأت في التزايد حتى مع توفر بدائل غذائية رخيصة وصحية. كما أن تجميع البيض أصبح من العادات المستمرة في معظم المناطق البحرية (في البحر الأحمر والخليج العربي)، ولوحظ ارتياد الصيادين والمتنزهين للجزر وجمع بيض الطيور وكذلك الفراخ. ومن أنواع الطيور البحرية التي سجل جمع بيضها الخرشنة الخطافية و الخرشنة المتوجة الصغيرة و الخرشنة بيضاء الخد بالإضافة إلى الخرشنة المقنعة والنورس أبيض العين و النورس الأسحم. كما أن طائر الغاق السقطري (اللوهه) من اكثر الطيور المهددة بالإنقراض ويعاني من تجميع بيضه وفراخه في جزر الخليج العربي.
3. تدهور مناطق التكاثر والتغذية من جراء التوسع العمراني والزراعي:
مع زيادة التطور بالمملكة وارتفاع عدد السكان، زادت الحاجة إلى زيادة الرقعة المأهولة حول وعلى مناطق مهمة للطيور من دون أن يكون هناك تقييم الأثار البيئية لهذا التوسع العشوائي. لقد أدى التوسع العمراني والزراعي (الغير مدروس) إلى تدهور كبير في العديد من البيئات الهامة للطيور المستوطنة والمهاجرة. ويكون تأثير التطور السلبي أكثر في المناطق الساحلية حيث هشاشة البيئة البحرية و تأثرها بالتغيرات المصاحبة من التنمية العشوائية وما تحويه من ردم وتجريف للساحل أدت إلى فقدان مناطق ذات أهمية عالمية مثل الساحل الشمالي لمدينة جازان جنوب غرب المملكة العربية السعودية وخليج تاروت في شرق المملكة. وقد اتسع تأثير الإنسان السلبي ليشمل الحياة الطبيعية في الجزر كذلك، وأصبحت السياحة مصدراً جديداً للدخل للعديد من شرائح المجتمع وأدى هذا التطور الحديث والعشوائي إلى إنشاء منتجعات وترتيب رحلات منظمة إلى الجزر التي تعشش عليها الطيور البحرية مما أثر سلباً عليها واجبر عدد هائل منها للبحث عن مناطق تعشيش أخرى خارج حدود المملكة العربية السعودية، وبذلك فقدنا عنصر مهماً من العناصر التي تلعب دوراً حساساً في التوازن البيئي في البيئة البحرية. بالإضافة إلى تدهور مناطق تعشيش الطيور البحرية، فإن مناطق تغذيتها قد تأثرت أيضاً سلباً بسبب الأنشطة البشرية على السواحل، كقطع أشجار المانجروف والرعي الجائر، أو بناء مزارع الروبيان والأسماك داخل هذه المناطق والتي تعتبر منطقة مهمة للأسماك والقشريات والتي تتغذى عليها الطيور البحرية، كذلك تأثر الشعاب المرجانية نتيجة تدميرها أو تجميع السياح لها أثر على المجموعات السمكية بتلك البيئات و التي بدورها أثرت على الطيور البحرية المعششة والطيور المهاجرة التي كانت تتوقف في تلك المناطق للتزود بالغذاء.
4. التلوث:
من المعروف أن التلوث البيئي بجميع أنواعه من أهم المشاكل المهددة لبقاء الإنسان والحيوان والنبات على وجه الأرض، إلا أن هناك بعض أنواع التلوث يتساهل الإنسان بمعالجتها كونها لا تؤثر عليه بشكل مباشر، أو لجهله للتأثيرات المستقبلية التي قد يسببها التلوث على المدى الطويل. ويعتبر التلوث في البيئة البرية والبحرية من أهم المشاكل المهددة لبقاء الكائنات الحية في تلك المناطق، فالمخلفات الصلبة التي يتركها المتنزهين والصيادين في تلك المناطق تعد خطراً دائماً لتلك البيئات وما تحتوية من كائنات حية. ايضاً التلوث يحدث أضراراً بالغة في البيئات البحرية خاصة في البحار الصغيرة والمحصورة كالبحر الأحمر والخليج العربي، ويمكن حصر الملوثات فيهما في التلوث النفطي، ومياه الصرف الصحي، ومخلفات المصانع، فلو علمنا أن هناك مابين 20,000 و 35,000 سفينة نقل للبترول تمر بالمنطقة سنوياً، وهذا يعني أن نسبة الحوادث للتسرب النفطي عالية بالمنطقة، ناهيك عما تلقيه السفن من ملوثات نتيجة تنظيف خزاناتها، وقد أشارت إحدى الدراسات أن البحر الأحمر فقط يصل إليه أكثر من 6,836 مليون طن سنوياً من البترول الغير مكرر اغلبه ناتج من تنظيف خزانات هذه السفن خلال مرورها فيه، ويؤثر التلوث النفطي على الطيور البحرية سواء البالغة منها أو الصغيرة و حتى على البيض، ومن أهم الطيور التي تتأثر بشكل كبير بالتلوث النفطي الطيور الغطاسة مثل طيور الغاق والأطيش والخرشنة. فطبقة الزيت الطافية يمكن أن تؤثر على الطائر و تلتصق بريشه مما يجعل حركته صعبة فيغرق أو يتسمم نتيجة تنظيف ريشه، حيث يبتلع الطائر الزيت اللاصق بالريش فيؤدي إلى تسممه وموته. كما أن النفط الذي يصل إلى الجزر التي تعشش عليها هذه الطيور يُكون طبقة على الشاطئ، وهذه الطبقة تذوب من الحرارة العالية في فصل الصيف مما يجعلها مصيدة للطيور البالغة والصغيرة عند المشي عليها، كما أن تلوث جزء من الريش السفلي للطيور الحاضنة للبيض يمكن أن يؤثر على البيضة نفسها ويغلق المسامات التي على قشرتها، وهذا يؤدي إلى موت الجنين داخل البيضة. ولا يقتصر تأثير التلوث النفطي على الطيور البحرية إلى هذا الحد، فهو يؤثر عليها بطريقة غير مباشرة، فالمواد السامة بالنفط تؤثر على النظام البيئي البحري الذي يمد هذه الطيور بالغذاء، فالأسماك تتأثر بهذه السموم ومن ثم تتغذى عليها الطيور والذي بدوره يمكن أن يؤثر عليها، ناهيك على أن هذا التلوث سوف يقلل من الأسماك التي تتغذى عليها هذه الطيور وبالتالي يؤثر على تكاثرها. أما مياه الصرف الصحي فتؤثر بشكل كبير على الأسماك والقشريات، والتي تعتبر الغذاء الرئيسي للطيور البحرية، فمياه الصرف الصحي تؤثر كذلك على أشجار المانجروف والتي تمثل ملاذاً للأسماك الصغيرة والقشريات، كذلك فإن زيادة تركيز هذه المياه قد يؤدي إلى زيادة المواد العضوية بالمنطقة، وهذا يزيد من انتشار الطحالب، والتي تؤدي إلى قلة الإضاءة التي تصل إلى المرجان أو الحشائش البحرية، والتي تعتمد عليها الأسماك و القشريات مما يؤدي إلى اختفائها وهذا بالطبع يؤثر على الطيور البحرية بالمنطقة. أما مخلفات المصانع يمكن أن تزيد من نسبة المعادن الثقيلة بالمياه، كذلك فإن ارتفاع درجة حرارة المياه حول هذه المصانع نتيجة لتسريب مياه تبريد المكائن للبحر يكون له تأثير غير مباشر على الطيور البحرية فزيادة الحرارة تؤثر على الكائنات بالمنطقة كمنطقة الشعاب المرجانية، والتي عادةً ما تحتوي على تنوع أحيائي عالي مما يسبب في نفوقها، وهذا بدوره يؤثر على الطيور البحرية.
5. الصيد الجائر للأسماك:
إن الصيد الجائر للأسماك أثر بشكل واضح على النظام البيئي في كل من البحر الأحمر والخليج العربي، فقد تأثرت أعداد كبيرة من أنواع الأسماك وسرطانات البحر فقلت أعدادها بشكل واضح في كلا البحرين. فإستخدام شباك الجر والصيد بالديناميت قضى على المرجان وعلى مناطق حضانة وتغذية الأسماك، وهذا كله يؤثر على الطيور البحرية بتقليل مصادر غذائها، كما أن هذه الطيور يمكن أن تعلق في الشباك الصيد الكبيرة، فقد سجل أن الغاق السقطري يعلق في شباك الصيادين أثناء بحثه عن طعامه. ومع أنه لا توجد معلومات دقيقة عن تأثير هذا العامل على الطيور البحرية، إلا أن تسجيل الصيد الجائر للأسماك في كلا البحرين سوف يكون له تأثير غير مباشر على الطيور البحرية فيهما. إن معظم الأنشطة السلبية، التي تحصل حالياً في بحار الجزيرة العربية، تحصل من خلال أشخاص يجهلون تأثير ما يقومون به من أعمال غير صحيحة، ولا يهمهم سوى تجميع اكبر قدر ممكن من الأسماك دون النظر في المشاكل المستقبلية التي قد تحصل بسبب أنشطتهم المدمرة. لذا فحماية بيئتنا البحرية تأتي اولاً على عاتقنا، ومتى قدرنا نعمة الله وحافظنا عليها واصبحنا قدوة لغيرنا نكون بذلك مواطنين مخلصين لهذا البلد محافظين على إرثه الطبيعي المميز.
6. الرعي الجائر:
إن تزايد أعداد السكان وحاجتهم للغذاء البروتيني “الحيواني” أصبح عبئاً ثقيلاً على النُظم البيئية في المملكة، ومع إن هناك مناطق مخصصة للرعي ، إلا أن الرعي أصبح يمارس بشكل موسع في جميع أرجاء المملكة. وتسبب التزايد المطرد في أعداد الماشية ،وارتفاع أسعار الأعلاف، تسبب في توجه ملاك الماشية للرعي والتنافس عليه والاتجاه إلى مناطق كانت ممنوع الرعي فيها كونها مناطق محمية “زراعية”. ولا يقتصر الرعي عادة بموسم معين في معظم المناطق، بل أصبح نشاطاً طوال العام، مما سبب في إندثار الأشجار أيضاً وذلك كون الماشية تتغذى على الأشجار النامية والقصيرة. إن اندثار الغطاء النباتي ليس مهدداً لكساد المراعي فحسب بل سوف يطول تأثيرة السلبي كائنات حية كثيرة ومنها الطيور. ومن المعلوم إن إختفاء شجرة واحدة قد يتسبب في اختفاء العشرات من أنواع الكائنات الحية (من الحشرات والطيور والحيوانات والنباتات الأخرى) التي كانت تعتمد عليها. لذى قد لا يكون من السهل علينا تقبل اختفاء آلاف الأشجار الطبيعية من بيئتنا. إن معظم الطيور تستخدم النبات والأشجار للغذاء والسكن، ولكون بيئتنا، في بعض المناطق، قليلة الأشجار أصبح توفر البيئات الطبيعة للطيور محدوداً بعد إن كان هناك تنوع كبير وأعداد وفيرة منها في الماضي.
7. الأنواع الدخيلة:
تعتبر الأنواع الدخيلة من أكثر المخاطر التي تواجه الطيور في الجزيرة العربية، خاصة في المناطق التي تتواجد فيها الطيور المتوطنة او في الجزر المهمة لتكاثر الطيور. ومن أنواع الطيور الدخيلة على بيئتنا والخطيرة على الطيور المحلية هي طيور الغراب الهندي وطائر المينا الشائعة والذين إنتشرا خلال العقود الثلاثة الماضية بشكل مخيف، ويجب التنبيه هنا على أهمية وضع استراتيجية وطنية طويلة المدى للتخلص من هذه الطيور الخطير. كما انتشرت بعض الحيوانات المفترسة في الجزر المهمة لتكاثر الطيور البحرية، وهذه الحيوانات تُجلب للجزر من قبل الصيادين والمتنزهين “وأحياناً تكون مختفية في قواربهم ثم تهرب عند رسوها على الجزر”. ومن أنواع الحيوانات الدخيلة في الجزر: الفئران والقطط والنمس والكلاب، وهذه الأنواع تتغذى على فراخ وبيض الطيور البحرية على الجزر. إن تواجد أو جلب الحيوانات للجزر سيكون له تأثير سلبي على الطيور البحرية المعششة في الجزر السعودية في البحر الأحمر والخليج العربي، ويجب العمل على التخلص منها بأسرع وقت ممكن.
8. التكهرب والاصطدام بخطوط الكهرباء:
أدت الزيــادة في الطلــب العالمــي علــى مصـادر الطاقـة الكهربائية إلـى زيـادة انتشـار تقنيـات نقـل الطاقـة مـن خـلال خطـوط الكهربـاء والتـي ثبـت علميــاً تأثيرهــا علــى حياة الطيــور من خلال الإصطدام والصعـق الكهربائـي. ويحــدث الصعــق الكهربائــي للطيــور عندمــا يتــم اتصــال أجــزاء مــن جســم الطائــر كالقدميــن أو الجناحيـن أو المنقـار أو أي جـزء مـن جسـم الطائـر كالريـش بالكابـلات أو الأجـزاء المشـحونة مـن هيــكل الأبــراج لخــط الكهربــاء وذلــك فــي وقــت واحــد ليشــكل دائرة كهربائيــة قصيــرة فتتدفــق الكهربــاء عبــر جســم الطائــر. أمــا التصــادم فيحــدث عندمــا ترتطــم الطيــور مباشــرةً بأســلاك أو منشــآت خطــوط الكهربــاء. ومن المهم إحتواء دراسات تقييم الأثر البيئي لمثل هذه المشاريع على دراسة شاملة ودقيقة على موقع خطوط الكهرباء ومطابقتها مع خطوط هجرة الطيور وقربها من المواقـع المهمـة للطيـور.
المناطق الهامة للطيور
تعرف المناطق الهامة للطيور والتنوع الأحيائي بأنها تلك المناطق في اليابسة أو البحر التي تحتوي على موائل الطيور المعرضة للإنقراض أو التي توجد بأعداد موسمية كبيرة. وهذه المناطق متنوعة في المساحة والموائل، وتتراوح مساحتها من قطعة صغير من الأراضي الرطبة إلى مناطق شاسعة. وغالباُ لا تتمتع المناطق الهامة للطيور والتنوع الأحيائي بوضع قانوني حيث قد تكون خارج المناطق المحمية أو المتنزهات الوطنية، ولكنها تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية مناطق معينة للطيور وتشجيع جهود الحفاظ عليها. ويتم تحديد المناطق الهامة للطيور والتنوع الأحيائي باستخدام معايير قياسية، مثل حالة الأنواع المستخدمة للمنطقة وأعدادها بالنسبة لأعدادها العالمية ووضعها الحالي في قوائم الطيور المهددة بالإنقراض. على سبيل المثال، إذا سُجل نوع من الطيور مهدد بالإنقراض بانتظام في مجموعات كبيرة داخل منطقة للتكاثر أو التشتية أو الهجرة، فقد تكون المنطقة مؤهلة لتكون منطقة مهمة للطيور. ويتم تصنيف المناطق المهمة للطيور بناءً على حجم أهميتها. بعضها مهم على المستوى الوطني لأنه يدعم الأنواع المحلية المعرضة للخطر. والبعض الآخر مهم على المستوى القاري والعالمي لأنه يدعم جزءاً كبيراً من عدد الأنواع في العالم. ومن خلال حماية الموائل التي تستخدمها الطيور للراحة أو التكاثر، تساعد إجراءات الحماية لهذه المناطق في الحفاظ على أعداد أو أنواع الطيور المهددة بالإنقراض.
أهم مناطق الطيور في المملكة العربية السعودية
رقم الموقع |
أسم الموقع |
الإمارة التابعة لها |
وضع المنطقة |
1. | حرة الحرة | الجوف و القريات، الحدود الشمالية | محمية الملك سلمان الملكية |
2. | بحيرة دومة الجندل | الجوف | محمية الملك سلمان الملكية |
3. | جبال الطبيق | تبوك | محمية الملك سلمان الملكية |
4. | جبل اللوز | تبوك | مشروع نيوم |
5. | جبل أجا وشمال حائل | حائل | غير محمية |
6. | الجزر المرجانية بشمال الخليج العربي | الجبيل، المنطقة الشرقية | محمية – المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية |
7. | شبه جزيرة أبو علي | الجبيل، المنطقة الشرقية | محمية – المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية |
8. | سبخة الفصل | الجبيل، المنطقة الشرقية | محمية – الهيئة الملكية للجبيل وينبع |
9. | خليج تاروت | الدمام، المنطقة الشرقية | غير محمية |
10. | البحر الأصفر | الأحساء، المنطقة الشرقية | منتزه وطني |
11. | خليج سلوى | الأحساء، المنطقة الشرقية | غير محمية |
12. | مزرعة الثمامة | الرياض | محمية الملك خالد الملكية |
13. | بحيرة الحائر | الرياض | محمية – الهيئة الملكية لمدينة الرياض |
14. | محمية الوعول | حوطة بني تميم، الرياض | محمية – المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية |
15. | أرخبيل الوجه | الوجه، تبوك | محمية |
16. | حمى الفقرة | المدينة المنورة | محمية – الهيئة الملكية للعلا |
17. | حدائق وسواحل مدينة ينبع الصناعية | المدينة المنورة | محمية – الهيئة الملكية للعلا |
18. | ينابيع وادي رابغ | مكة الكرمة، المدينة المنورة | غير محمية |
19. | الكورنيش الجنوبي | جدة، مكة المكرمة | غير محمية |
20. | جدول مياه الصرف لمكة المكرمة | مكة المكرمة | غير محمية |
21. | محمية الإمام سعود بن محمد الملكية (محازة الصيد) | الطائف، مكة المكرمة | محمية |
22. | مركز الامير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف | الطائف، مكة المكرمة | محمية |
23. | جرف الطائف | الطائف، مكة المكرمة | غير محمية |
24. | وادي تربه وجبل إبراهيم | الطائف، مكة المكرمة | غير محمية |
25. | خليج كشران | الليث، مكة المكرمة | غير محمية |
26. | جزيرة إم القماري | القنفذة، مكة المكرمة | محمية – المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية |
27. | شلال الدهناء | تنومة، عسير | محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية |
28. | منطقة مخشوش | كياد، عسير | محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية |
29. | خور عمق | عمق، عسير | محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية |
30. | محمية جرف ريدة | أبها، عسير | محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية |
31. | جزيرة كدمبل | القحمة، عسير | محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية |
32. | خور عمق | الشقيق، عسير | محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية |
33. | جبل القهر ووادي لجب | الريث، عسير | محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية |
34. | جبل فيفاء | فيفاء، جازان | غير محمية |
35. | وادي جوة وسد وادي جازان (سد حاكمة) | جوة- ابو عريش – جازان | غير محمية |
36. | رأس الطرفاء | جازان | غير محمية |
37. | جزر فرسان | فرسان، جازان | محمية – المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية |
38. | خور وهلان (السوارما) | جازان | غير محمية |